وصلت مرحلة تحديد الفائز المستقبلي بجائزة الكرة الذهبية إلى محطاتها الأخيرة، بعد أن أسدلت الدوريات الأوروبية الكبرى الستار على موسمها الرياضي الحالي، وفي الوقت ذاته، بلغت منافسة دوري الأبطال محطتها الختامية، إذ يترقّب عشّاق اللعبة النهائي المرتقب يوم 31 مايو/أيار الحالي، والذي سيجمع بين ناديي باريس سان جيرمان الفرنسي وإنتر ميلان الإيطالي.

وكما جرت العادة في المواسم القليلة الماضية، يعرف سباق جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، تنافساً شديداً بين المرشحين، إذ يبدو الصراع غير محسوم أو مختزل في اسم أو اسمين، كما كان الحال في السنوات التي سبقت، والتي عرفت صراعاً كبيراً وسيطرة من طرف النجمين العالميين: البرتغالي كريستيانو رونالدو (40 عاماً) والأرجنتيني ليونيل ميسي (37 عاماً)، اللذين سيطرا على الجائزة الفردية الأهم، لأكثر من عقد من الزمن، هذا الأمر جعل باب التنافس مفتوحاً على مصراعيه الآن، أمام عديد من اللاعبين.

ويأتي في مقدمة الأسماء المرشحة للكرة الذهبية، نجم نادي باريس سان جيرمان، الفرنسي عثمان ديمبيلي (28 عاماً)، الذي قدّم موسماً متكاملاً مع الفريق الباريسي، حقق خلاله لقبي الدوري والكأس في فرنسا، كما قاد الفريق إلى نهائي دوري أبطال أوروبا، بعد توهجه تحت قيادة الاسباني لويس انريكي، الذي عرف كيف يُحوله إلى آلة تهديفية، بعد سنوات من التراجع، كما يبرز المصري محمد صلاح (32 عاماً)، الذي قاد نادي ليفربول للتتويج بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز.

في المقابل، يبرز اسم البرازيلي رافينيا (28 عاماً) والموهبة الصاعدة الإسباني لامين يامال (17 عاماً)، اللذين ساهما بشكل كبير في قيادة نادي برشلونة لتحقيق لقبي الدوري الإسباني وكأس الملك، وجاء الحذاء الذهبي، ليُعيد نجم ريال مدريد الجديد، الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، إلى سباق الكرة الذهبية، بعد أن كان خارج الحسابات طيلة الموسم بسبب موسم ريال مدريد المخيب للآمال.

وفي ظل تبقّي نهائي دوري أبطال أوروبا فقط، والذي يُرجّح كفة ديمبيلي، فإن حظوظ مواطنه مبابي قد ترتفع بدورها، بفضل مشاركته المرتقبة مع ريال مدريد في كأس العالم للأندية، هذا الصيف بالولايات المتحدة الأميركية، وسط رغبة قوية من إدارة "الميرنغي" بالعودة باللقب، إذ تعتبره طوق نجاة لإنقاذ موسمها، وفي حال تحقيق الريال البطولة، والتي تُقام لأول مرة بصيغتها الجديدة بمشاركة 32 نادياً، سيكون عاملاً قد يغيّر كل الحسابات ويعيد ترتيب الأوراق في سباق الكرة الذهبية.

ويمنح الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أهمية بالغة لهذه النسخة التاريخية من البطولة، ما قد يرجّح كفة مبابي، خاصة مع مشاركته بوصفه لاعباً أساسياً في فريق مرشح قوي للقب، إلا أن المنافسة ستكون مباشرة مع مواطنه ديمبيلي، الذي سيخوض هو الآخر البطولة مع باريس سان جيرمان، مما يُبقي الصراع مفتوحاً بين النجمين الفرنسيين.

في المقابل، ربما يتراجع موقف الثلاثي الآخر، محمد صلاح، رافينيا، ولامين يامال، بسبب غيابهم عن البطولة، ويبقى أملهم في سباق الكرة الذهبية مرتبطاً بعدم تتويج الثنائي الفرنسي باللقب، أو عدم بروزهم بشكل حاسم في منافسات كأس العالم للأندية، التي قد تُصبح كلمة الفصل في هوية المتوج بجائزة الكرة الذهبية لهذا العام.